[img:8f25]http://www.alltalaba.com/board/style_emoticons/default/36_4_11[1].gif[/img:8f25]فالابتسامة تفتح مغاليق القلوب ..وتشرح الصدر لاستقبال يوم جديد .. وتجعل الإنسان هادئ النفس محبوباً من الآخرين.. فاستيقظ علي الابتسامة .. وليكن شعارك في الحياة " أنا أبتسم .. إذن أنا محبوب" فالابتسامة وسيلة من وسائل الاتصال النفسي المؤثر بين البشر.. والشخص المبتسم دائماً يكون له تأثير إيجابي وجاذبية خاصة ، أما الشخص صاحب الوجه المتجهم الصامت الذي لا ينبئ عن دواخله تجاه الآخرين فهو شخصية غير جذابة وغير مؤثرة وغالباً لا يكون محبوبا .. لأنه فاقد لوسيلة الاتصال النفسي والتودد والتحبب .. لذلك يُعتبر المبتسمون أناساً ودودين محبوبين.. لهم روح عالية تستقبل انفعالات الآخرين بود ينثرون البهجة في الأجواء فيبدلونها من أجواء انفعالية إلي أجواء انشراح.. وهذه الابتسامة الدافئة تميزنا عن باقي الكائنات والمخلوقات .. وبها تتحقق الإنسانية كما أنها سر الجمال الإنساني ومفتاح القلوب الموصدة ..
وتوجد أنواع عدة للابتسامة.. منها: الصادقة والزائفة.. والتى تعبر عن الخجل ، والابتسامة المنافقة .. والغامضة .. والقلقة .. والمرسومة لإرضاء ذوى النفوذ الأقوى .. والودودة، والضحوكة، والجريئة، والساخرة، والمتمردة، والكاذبة، والمغرية.. اليائسة والبائسة ..الخ…
ومن أجمل الأنواع.. ذلك النوع الحقيقي الدافئ الذي يعبر عن الصدق .. ألا وهي الابتسامة الصادقة الودودة (البيضاء).
والابتسامة الصادقة كالبذرة الصغيرة تلقيها في نفس المتلقي فتنمو وتزهر وتملأ الدنيا بهجة وحياة ..
ففي الابتسام رقة وحسن خلق.. وفي العبوس جهامة وغلظة .. ولقد أدعى البعض أن العبوس وإظهار الجدية هي سمة الشخصية المتدينة.. وفي الحقيقة أن الجهامة والعبوس والغلظة ليست من الدين في شيء .. والأدهى من ذلك فإن البعض جعل من العبوس أصلا من أصول الدين وأطلقوا عليه التزاماً ووقاراً .. فالذين فهموا الدين فهماً صحيحاً يدركون أن الابتسامة هي من الأمور الهامة التى أوصي بها الإسلام .. وأن ما أسموه التزاماً ما هو إلا تزمتاً .. فالتزمت يختلف تماماً عن الالتزام في المعنى والمضمون .. فالالتزام هو عدم اقتراب المحرمات أما التزمت فيما حلله الله والتشدد علي النفس..
وقد وردت عدة أحاديث تؤكد ان الابتسامة صفة جميلة من صفات المؤمن .. فقد وصف رسولنا الكريم المؤمن بأنه "هاشاً .. باشاً "
وقد أوصانا صلي الله عليه وسلم بالابتسام فقال: " تبسمك في وجه أخيك صدقة" كما أراد صلى الله عليه و سلم أيضاً أن يعلمنا حسن الخلق فقال : "حسن الخلقبسط الوجه و بذل المعروف و كف الأذى" و يقول : " كل معروف صدقة و إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ...".
إن الابتسامة تحدث في ومضة و يبقى ذكرها دهرا، و هي كالمياه العذبة التي ترطب وتلين القلوب المتحجرة الأكثر صلابة، و هي العصا السحرية التي تكبت الغضب و تسري عن القلب.. وتغير وجه الحياة وتلونها بألوان مُفرحة.
فهيا نبتسم في وجوه الناس ، نبشرهم و لا ننفرهم ، نغير الصورة التي طبعها البعض في أذهان الناس عن الملتزمين المتزمتين والفرق بينهما فنبين لهم أننا ملتزمون مبتسمون نحب الخير للناس و نتمنى لهم السعادة والخير و نشعرهم أننا نهتم بهم في الأفراح والأتراح .. أما المتزمتون فهم لا يعرفون سوى القسوة والروح الثقيلة التى تبعث في النفوس النفور من الحياة وتنشر الكراهية والضغينة والتشدد وعدم التسامح ، وهذه الروح ليست هي الروح التى فطرنا الله عليها .. وقد خلق الله الدنيا وبسطها لنا وأمرنا باختيار أوسط الأمور ، بلا تشدد ولا تزمت
فالابتسامة تُجمل الحياة وتسعد القلوب وتصنع حياة رغده للإنسان ..
وهناك مثل صيني يقول: (الرجل بوجه غير باسم لا ينبغي أن يفتح دكانا)
ولقد أكدت الدراسات النفسية أن الابتسامة الجميلة تزيد من شعور الإنسان بالسعادة والثقة بالنفس . كما تبين البحوث أن ذوات الابتسامة الحلوة تحققن السعادة لأسرهن ولأنفسهن.. وأن لهن القدرة علي تربية الأطفال وتنشئتهم تنشئة سليمة ، كما إنهن اجتماعيات ومرحات وودودات ويشعرن من حولهن بالدفء الإنساني .. ويطيب لأي إنسان التودد إلي تلك الشخصية .. وغالباً ما تكون تلك الشخصية شخصية متزنة عاطفياً .. قليلا ما تعاني من عقد نفسية.
ويعتقد أن السبب في ذلك ان الإنسان يكون رد فعله إيجابيا عندما نبتسم له ، فإن الابتسامة أسهل الطرق إلى القلوب وأقصر الطرق للقبول ، كما إن العبوس الدائم يدعو للنفور وانفضاض البشر من حول ذلك العابس..
وتحضرني حكاية حقيقية سمعتها عن الضرر البالغ الذي يسببه العبوس علي الشخص العابس ذاته وتأثيره الأكثر ضرراً علي المحيطين به : يحكي أن بعض الأطباء لاحظوا وفاة الكثير من الأطفال في حجرة معينة بإحدى المستشفيات .. واحتاروا في هذا الأمر وتسائلوا: لماذا يموت معظم أطفال هذه الحجرة بالذات وبعد البحث والتنقيب والكشف لاحظ أحد الأطباء النبهاء أن الممرضة المشرفة علي تلك الحجرة دائمة العبوس والغضب ، فأمر بإجراء الكشف عليها .. وبتحليل الزفير .. اتضح أن زفيرها يحتوى علي مادة سامة تقضي علي الأطفال الذين تشرف عليهم وبالفحص والدراسة أثبت الأطباء أن شدة كراهيتها لعملها ولحياتها تجعلها متذمرة دائماً مما جعل كيمياء جسدها تتغير حتى أصبحت تنفث السموم فتؤثر فيمن حولها … تؤذيهم بلهيب الكراهية والعبوس..
فكما أن الابتسامة لها وقعها اللطيف علي المحيطين فالعبوس أيضاً له وقعه السيئ عليهم.
وقد أطلق البعض علي الابتسامة" السحر الحلال " .. ففي الحقيقة أن الابتسامة لها مفعول السحر في نفوس مستقبليها .. وإن كان كل السحر حراماً فإن الابتسامة هي حقاً السحر الحلال..الذي يؤدى إلي بث الجمال في نفوس البشر.. ولا يستطيع أحد أن ينفي سحر الابتسامة وتأثيرها علي الآخرين ..
وقد قال أحد علماء النفس ويدعى " ديل كرنيجي" في كتابه " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر علي الآخرين" :
(( إن ما يقال أن سر النجاح يكمن في العمل الجاد والكفاح فلا أومن به متى تجرد من الإنسانية اللطيفة المتمثلة في البسمة اللطيفة)).
والابتسامة الصافية الصادقة .. تخفف من التوتر ، وتجعل الإنسان متفائلاً ، يتعامل مع مشاكله بإيجابية في حين أن العبوس يضيف ثقلاً علي النفس البشرية فلا يحتمله الإنسان فيصاب بالمشكلات النفسية التى لا قبل له بها.
كما تعتبر الابتسامة الجميلة من أفضل وأبسط وأرخص عمليات التجميل التى يمكن للإنسان أن يقوم بها بدون آية مخاطر أو ألم ، بل وتعود عليه بالفائدة الصحية والنفسية .. وهي كنز كامن بداخلنا .. نمتلكه جميعنا ، لكن اغلبنا لا يدرك مدي فاعليته وتأثيره في الآخرين ..
وقد شبه أحد الأطباء النفسانيين الابتسامة بمليون دولار موجود في الرصيد البنكي للإنسان ، ولكن العبوس يتركه دون أن يستفيد منه أو يستعمل دولاراً واحداً منه .. هذه الابتسامة التي تساوي أكثر من ذلك لو أن أحدنا جربها في حياته اليومية بشكل دائم لا ينقطع.. فسوف يري ما سيعود عليه من الخير في صحته وحياته الأسرية والاجتماعية ومدى الحب الذي سيحظى به .
ويقول أحد الأئمة : ( البشاشة مصيدة المودة ، والبر شيء هين : وجه طليق .. وكلام لين ) ..
وهذه دعوة للابتسام....